المذيع: يستطيع أي فرد في إسرائيل أن يوقف رئيس الوزراء وأن يحاسبه دون أن يخاف من أي سلطة، وهذا غير موجود في أي دولة إسلامية؟
الشيخ: لا يوجد مع الأسف، وهذا من أسباب بقاء إسرائيل؛ لولا أن هناك قوة فإن سنة الله لا تتغير، لنعلم أنه لولا القوة الاقتصادية وقوة الدعم وقوة النظام لما وجدت أصلاً إسرائيل، لكن أيضاً خذ الآن بدء التصدع في القلعة كيف يقع:
إسرائيل وَهْمٌ أنها دولة ديمقراطية، لا أقول لك يا أخي الكريم أو إلى إخواني المشاهدين: إن إسرائيل لا تتعامل ديمقراطياً مع إخواننا المسلمين أو العربي الداخل.. لا، لا، ولكن حتى كيف يتعامل اليهودي الأمريكي مع اليهودي الحبشي، أو اليهودي الهندي أو اليهودي اليمني، فيوجد في المجتمع تفرقة عنصرية مقيتة، مجتمع يثير البغضاء والحقد، هناك حي في شمال تل أبيب وهو الحي الراقي، وهناك يسكن فيه الفئة المترفة وغالبهم أمريكيون، المهاجر الروسي فضلاً عن الحبشي أو الهندي يأتي ويعمل ماسح أحذية في أي مكان، ولا يجد عملاً، أيضاً يضطر أن يرجع ويهاجر إلى أمريكا أو إلى أي بلد.
لا توجد إلا نظريات وهمية .. قضية الديمقراطية أو المساواة في الحقوق، أكثر من هذا يصل الأمر إلى حد التشفي، أن هناك جماعات من هذه الطوائف المحتقرة تتشفى بأي عملية استشهادية تكون داخل سوق يملكه أحد هؤلاء الأثرياء، فالمجتمع يعيش هذه الحالة من الانقسام.
هناك رجل يدعى روبن غال وهو من كبار المحللين لعلم النفس في الجيش الإسرائيلي تكلم على هذه الظاهرة بكلام طويل جداً، وقال: لأول مرة نحن نشاهد هذه الظاهرة في إسرائيل، ظهر الانهيار النفسي والتفرقة العنصرية، لا يكاد أي يهودي إلا يحسب بالدقائق متى تنتهي نوبته حتى يرجع إلى أهله، إلا أن بعض الأفراد من الجيش يبقى، فتعجب! لماذا تبقى؟ قال: لأني لا أملك شيئاً.
نعم في إسرائيل مترفون وأثرياء ولكن يوجد فيها أيضاً الطبقات الفقيرة والمحتقرة، وشعب يعيش تفرقة عنصرية ويعيش ذعراً دائماً، ويعيش حالة من الارتباك النفسي، ومعدل الهجرة يرتفع، وهذا ما ذكرته أحد الصحف حين أكدت أن (50%) من العلمانيين في إسرائيل قد فكر في الهجرة أو شاور من هاجر، الهجرة من إسرائيل والعودة إلى أوطانهم، والبعض يحتاط فيحمل معه جنسيتين أو جوازين.
في ظل هذه المعطيات جميعاً فإنه بالفعل هناك عوامل تصدع.
وهناك قضية أخيرة وهي: أن كثيراً من الإخوة يقول: كيف تتخيل أن يكون انهيار إسرائيل؟
ليس بالضرورة كما يخطر للبعض أن يهجم إخواننا المجاهدون على تل أبيب فيحتلونها وتنتهي إسرائيل، وهذا يمكن إن شاء الله، وأنا أنقل نقلاً لأحد الخبراء العسكريين في إسرائيل وهو كبير جداً، يقول: النهاية سوف تكون بهذا الشكل -وهذا الكلام قبل فترة طويلة-.
يأتي حاكم يهودي مثل رابين فيوقع اتفاق صلح فيرفضه المستوطنون أو بعضهم، فيقتل، وإذا تكررت حادثة قتل مثلما حدث لـرابين فسوف تقوم حرب أهلية في داخل إسرائيل، لأن المجتمع يعاني من رأيين متنافرين جداً.
المذيع: وأين موقف أمريكا من هذا؟ أمريكا لا يمكن أن تترك الوضع بهذه الصورة فـأمريكا لن تسمح بتصدع إسرائيل حتى لو وجدت هذه المبررات، ومادامت أمريكا موجودة فلن تسمح بتصدع إسرائيل؟
الشيخ: وماذا ستفعل أمريكا في هذه الحالة، على كل حال أنت تتكلم على مجتمع عقلاني وحالة الاحتراب الداخلي حالة غير عقلانية، عندما يأتي مستوطن مثلما فعل هذا الذي قتل رابين أو غيره ومعه مجموعات تقول: لا يمكن أن نعطي الفلسطينيين ذرة تراب، وآخر يقول: أعطوا الفلسطينيين كل شيء لكي نعيش فقط، هؤلاء إذا تقاتلوا لا نستطيع أن نقول: انتهت إسرائيل، ستكون بداية النهاية، وسنجد أن أحد الطرفين يحالف المقاومة.
المذيع: لكن من يحرك هؤلاء، أليست الأحزاب الإسرائيلية؟
الشيخ: الأحزاب الإسرائيلية تعاني انقساماً شديداً، والمواطن الإسرائيلي فقد الثقة في الكنيست، فقد الثقة في الأحزاب، وهذه حقائق سوف أذكر لك بعضها وليست مجرد افتراضات مني، فهذه حقائق لو وعيناها وفهمها كثير من الإخوة فسوف تغير النظرة لديهم لكي تصبح أكثر تفاؤلاً وثقة وتوكلاً، لا أقول لك: اليوم ولا غداً، وأذكر لك مثالاً:
مركز الدراسات الاستراتيجية في تل أبيب حدد نهاية إسرائيل بعام (2012م).
وهناك شيء آخر، هناك كلام يقرءونه في التوراة عن: كيف يمكن أن تكون بقية إسرائيل؟ وهذه دولة إسرائيل تسمى عندهم في الكتب (بقية إسرائيل التي تأتي في آخر الزمان) فكيف تكون في آخر الزمان؟ قال: سوف تكون على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: يصهر في الأوتون ويحرق، وهذا الذي سوف تفعله الانتفاضة إن شاء الله.
القسم الثاني: يطرد في أنحاء الأرض.
القسم الثالث: يرعى ويربض كما تربض الغنم، وهؤلاء هم الذين سيقبل منهم إخواننا الفلسطينيون الجزية وأن يعيشوا كمواطنين يهود في ظل دولة إسلامية فلسطينية بإذن الله تبارك وتعالى، وهذه ثقتنا في الله ويجب أن تكون كذلك، وإذا أيقنا بهذه الحقائق وأنها ليست من نسج الخيال وأنها مبنية على دراسات وعلى معطيات، وعلى حقائق وأرقام، فأعتقد أن الصورة سوف تتغير كثيراً، وسوف نعرف قدر الانتفاضة بشكل أكبر مما نعرفه من أحداث يومية تقع وهي دول هكذا وأحزاب.